التدريس في الجامعات له خصوصية كونه يستهدف شريحة خاصة وفئة عمرية محددة، وهو المرحلة المحورية في التأهيل لسوق العمل، ويهيئ الخريجين لمستويات مهنية وإدارية وأكاديمية متنوعة، ولهذا يجدر بنا الاهتمام بالاستاذ الجامعي، وتزويده بملاحظات ونصائح أساسية، تساعده في مهمته الكبيرة - وخاصة الأساتذة الجدد- ويمكن إجمالها في الآتي: 

1- الاستعداد العلمي والنفسي الجيد من خلال إعداد خطة تفصيلية للمقرر تشمل الأهداف والمخرجات المتوقعة والمرجع الرئيسي والمراجع الداعمة، مع توزيع موضوعات المقرر على محاضرات وأسابيع الفصل الدراسي بدقة.

2- التحضير الجيد للمحاضرة سيساعدك على التكلم بطلاقة وثقة وتقديم علم خال من النقص والهفوات. أعط بإخلاص وضمير منقطع النظير. وفكر بطريقة إيصال العلم بعمق وسهولة معا. أسلوبك سر نجاحك!

3- ابدأ محاضراتك بتعارف يكسر الجمود والرهبة، واحرص على التعرف على أسماء الطلبة وخلفيتهم العلمية بشكل عام.

4- ادمج المتعة بالعلم وحببهم بالمقرر. التعلم الجاف ثقيل على القلب. خطط لإدخال فاصل ممتع في كل محاضرة شرط أن يكون مرتبط بموضوعها، كحكاية قصة، أو لعبة علمية، أو خبر علمي طريف، أو نكتة مرتبطة بموضوعك.

5- تدرب على مهارات الإلقاء وحركات الجسد والتعبير بالصوت لجذب الانتباه والتركيز، وإبعاد الملل والشرود عن طلابك.

6- قيم المستوى المعرفي لكل طالب ويفضل استخدام سجل لتدوين ذلك مع التقدم المعرفي والتطور المهاري الذي يحصل خلال الفصل.

7- اجعل درسك تفاعليا نقاشيا قدر الإمكان، وليس تلقينيا جامدا. اسألهم وأثر تفكيرهم وحرض ملكاتهم النقدية والإبداعبة.

8- حدد خريطة المستويات المعرفية للطلبة ليساعدك في تحديد الطريقة المناسبة لشرح الموضوعات وتحقيق أفضل الأداء.

9- استخدم الوسائل التعليمية المساعدة في مجالك، كالصور، أو المخططات البيانية، أو الفيديوهات، في حال لديك جهاز عرض. اربط النظري بالعملي التطبيقي.

10- شجع التفكير الإبداعي لدى الطلبة واستخدم أسلوب التعليم التعاوني فيما بينهم.

11- واكب علمك وعصرك. زود محاضرتك بمعلومات حديثة طازجة، واربط المعلومة بالحياة والواقع والأمثلة ما أمكنك ذلك.

12- تحل بالتواضع والمرونة وسعة الصدر والوجه البشوش المبتسم، لكن دون مبالغة، ولا يعني ذلك التنازل عن الانضباط والهدوء في قاعة العلم. لا للتفاخر، لا للتكبر، لا للتعالي بمعارفك وقصصك وإنجازاتك، لا لكل ما ينفر طالبك منك.

13- العدل والمساواة بين الجميع أساس الاحترام والنجاح. لا تغضب دون سبب مقنع ولا تجرح أحدا ولا تقلل من شأن طالب ولو كان مقصرا علميا.

14- تدرج في مستوى الشرح، بهدف رفع مستوى الطلبة. لا تنس أنك كنت طالبا وتذكر أنك مازلت طالب علم وستبقى. تذكر كل الأمور التي كانت تنفرك من أحدهم بالأمس، وتجنب فعلها اليوم.

15- شجع طلابك وألهب اندفاعهم وثقتهم بذواتهم، وانصحهم من قلبك.. واعلم أن ما تزرعه اليوم لا بد أن يثمر خيرا عليك.

ختاماً ... حب الاستاذ الجامعي لمهنة التعليم وشغفه بها يساعده فى التميز والإبداع، وعليه أن يتذكر أنه يقوم بمهمة من مهام الانبياء الذين كلفهم الله تعليم الخير للناس. وهذا يجعله يخلص في عمله ويحتسب الاجر والثواب من الله، كما أنه يضاعف من مسؤوليته الأخلاقية والمهنية ليقوم بها على أكمل وجه، ويبتعد عن الأهواء الشخصية وحب الظهور الاجتماعي وغيره.